ما هي اوجه الاختلاف بين الشرائع السماوية

السؤال هو ما هي اوجه الاختلاف بين الشرائع السماوية

تقوم الشرائع السماوية كلها على محاور ثلاثة اساسية وهي : العقيدة – الشريعة – الاخلاق .

أ - محور العقيدة : يهتم اساسا بالجانب التصوري والاعتقادي للانسان بالتركيز على الايمان بالله وافراده بالعبودية وتخصيصه بالالوهية والربوبية ، وتنزيهه عن كل عيب او نقص ، ويندرج تحته

الايمان بالملائكة واليوم الاخر والقضاء والقدر... وقد فطر الله الانسان على الايمان بهذه الامور

يقول صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه .)

والشرائع كلها تشترك في الدعوة الى عبادة الاه واحد ، فلا تخلو رسالة رسول من الدعوة الى افراد الله بالعبودية ونبذ كل عبادة تصرف لغير الله قال تعالى : ( والى عاد اخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله

ما لكم من الاه غيره . ) الاحقاف .

ب- محور الشريعة : والذي يتعلق برعاية المصالح بجلب المنفعة ودرء المفسدة . وقد تتغير التشريعات

تبعا لتغير ظروف كل امة وتباين مصالحها وتنوع حاجاتها قال تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) .

ج – محور الاخلاق : وهو مكون اساسي في كل رسالة بعث الله بها الى رسله وانبيائه كتحريم الكذب

والنميمة والتجسس وحب الخير للجميع والتسامح والرفق والتعاون والصبر ... والمتامل لحياة الرسل

جميعا يجد انهم كانوا على درجة كبيرة من التربية والاخلاق قال صلى الله عليه وسلم : ( انما بعثت لاتمم صالح الاخلاق ) وفي رواية ( مكارم الاخلاق ) وقد اثنى سبحانه على خلقه ( ص ) فقال في حقه

: ( وانك لعلى خلق عظيم ) .


علاقة الاسلام بالشرائع السابقة :

كل الشرائع السماوية تشترك في الدعوة الى توحيد الله وافراده بالعبادة كما تشترك ايضا في الدعوة الى التحلي بالقيم الصالحة والاخلاق النبيلة وهو ما يؤكد وحدة الخطاب

الرباني لانبيائه ورسله والغاية المقررة منه رغم تعدد الرسل واختلاف ازمنتهم وبيئاتهم .

واما علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة على مستوى التشريعات فتتجلى في الاتي :

- تاكيد الاسلام وتقريره لبعض ما ورد فيها من احكام كتحريم الربى والخمر والميسر والزنى ...

- اضافة احكام جديدة باعتبار الاسلام اخر الرسالات السماوية فلابد ان يكون كاملا ليس فيه نقص

- بناء احكامه على اليسر والمرونة ورفع الحرج والمشقة ليسهل على الناس تطبيقه ...

- نسخه لبعض احكامها كاليمين الغموس وتطهير الثوب من النجاسة بدل قطع مكانها كما كان عند اليهود...