من هو الشاعر الذي رفضت الخنساء الزواج منه ؟

الرئيسية / عام / من هو الشاعر الذي رفضت الخنساء الزواج منه ؟
الابتسامه
الابتسامه
383 مشاهدة مشاهدات اليوم 1

السؤال هو من هو الشاعر الذي رفضت الخنساء الزواج منه ؟

الاجابات (2)

الابتسامه
الابتسامه 
3/14/2015 في 12:39:42 PM

دريد ابن الصمة
هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟ اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه ابدأاختبار تحليل الشخصية
علاء سالم الوراوره
علاء سالم الوراوره 
4/15/2015 في 1:19:59 AM

دُرَيد بن الصَمّة

دريد بن الصمة الجشمي البكري، من هوازن.
شجاع من الأبطال الشعراء المعمرين في الجاهلية، كان سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم، وغزا نحو مئة غزوة لم يهزم في واحدة منها. وعاش حتى سقط حاجباه عن عينيه، أدرك الإسلام ولم يسلم، فقتل على دين الجاهلية يوم حنين.


كان شاعرنا دريد من أشهر فرسان العرب بل عـَدَّه بعض مؤرخي الأدب الجاهلي أعظم من عنترة ، وقد ذكروا أن دريداً غزا أكثر من مئة غزوة انتصر فيها ولم يغلب سوى في معركتين أو ثلاث كاد أن يقتل في إحداها . وقد صنع هو وأبوه وأعمامه وإخوته لقومهم مجداً جعل العرب تجعل في إحدى مفاخرها أن يكون من ضمن قتلاها أحد بني جـُشَم بن بكر ، وأشهر ماقيل من الفخر في ذلك ماورد في معلقة عمرو بن كلثوم حين يقول مفتخراً:

وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا




مصارع أقاربه ومراثيه فيهم وثأره لهم:
ذكر رواة الأدب الجاهلي أن دريداً عاش جزءاً كبيراً من حياته ينتقم لكل من قـُتِل من أقاربه ، فقد انتقم لكل من قـُتِل من إخوته الأربعة ، كما انتقم لأحد أعمامه وكذلك لأحد أبناء عمه، كما قيل أنه هو من انتقم لمقتل أبيه من بني يربوع وبني سعد وهما فرعان من تميم حاربهما دريد بعد أن قتلوا أباه الصمة غدراً ، فغزاهم دريد ببني جشم وبني نصر فأوقع بهم وقتل فيهم، وذكر في ذلك أبياتاً منها:
دعوت الحَيَّ نصراً فاستهلُّوا بشـُبـَّانٍ ذوي كرمٍ وشيبِ
على جـُردٍ كأمثال السعالي ورِجلٍ مثل أهمية الكثيب
فما جـَبـُنوا ولكنـَّا نصبنا صُدُور الشَّرعبِيَّة للقلوبِ

- امَّا عمه خالد بن الحارث فقيل أنه خرج مع دريد يغزو بني أحمس وهم بطن من شنوءة من قبائل اليمن، فظفر دريد ومن معه واستاقوا إبل القوم وسبوا نساءهم، ولكن عمه خالداً أصيب بسهمٍ فقُتِل ، فقيل أن دريداً قتل رجالاً منهم انتقاماً لعمه، وقال يرثيه:
ياخالداً خالد الأيسار والنادي وخالد الريح إذ هبـَّت بصُرَّادِ
وخالد القول والفعل المعيش به وخالد الحرب إذ غصَّت بأوراد
وخالد الرَّكب إذ جد السِّفار بهم وخالد الحيِّ لمـَّا ظـُنَّ بالزَّاد

- وأمَّا إخوته فقد ذكرنا أن ريحانة أنجبت للصمة خمسة أبناءٍ كلهم كان فارساً بارزاً ، وعلى رأسهم شاعرنا وفارسنا دريد ، وعبد الله ويُسمَّى أيضاً غالب،وخالد، وقيس، وعبد يغوث.
امَّا عبد الله فقيل أنه قُتِل في غزوةٍ له ضد قبيلة غطفان وكان معه في الغزوة دريد الذي كاد أن يُقتل فيها هو أيضاً. وأمَّا خالد فقتله بنو الحارث بن كعب حين هبَّ مُدافعاً عن حلفائه وجيرانه من بني نصر حين أغار عليهم بنو الحارث بن كعب . وامَّا قيس فقتله بنو أبي بكر بن كلاب. وأمَّا عبد يغوث فقد قتله بنو مُرَّة غِيلة ً.
وقد انتقم دريد لكل من قتل من إخوانه . وليس عجيباً بعد ذلك التاريخ من البطولات لعائلة دريد أن يصف دريد عائلته بتلك القطعة الشعرية الرائعة التي تُعدُّ من عيون الشعر العربي ، والتي أوردها أبوتمام في كتاب الحماسة، وفخر دريد في هذه القصيدة بنفسه وإخوته ذاكراً أنهم لايفارقون السيف قاتلين أو مقتولين، وقد رثى فيها ثلاثة من إخوته هم عبد الله ، وقيس،
وعبديغوث، وفيها يقول:
تَقولُ أَلاَ تَبكِي أَخَـاكَ وَقَـد أَرَى
مَكانَ البُكا لَكِن بُنيتُ عَلَى الصَبـرِ
فَقُلتُ أَعَبدَ اللهِ أَبكـي أَمِ الَّـذي
لَهُ الجَدَثُ الأَعلى قَتيلَ أَبِـي بَكـرِ
وَعَبدُ يَغوثَ تَحجُلُ الطَيـرُ حَولَـهُ
وَعَزَّ المُصابُ جَثوَ قَبـرٍ عَلى قَبـرِ
أَبَى القَتـلُ إِلاَّ آلَ صِمَّـةَ إِنَّهُـم
أَبَوا غَيرَهُ وَالقَدرُ يَجرِي إِلى القَـدرِ
فَإِمّـا تَرَينـا لاَ تَـزالُ دِماؤُنـا
لَدَى واتِرٍ يَسعى بِهَا آخِرَ الدَّهـرِ
فَإِنّا لَلَحمُ السَيـفِ غَيـرَ نَكيـرَةٍ
وَنَلحَمُهُ حيناً وَلَيسَ بِـذي نُكـرِ
يُغـارُ عَلَينَـا واتِرِيـنَ فَيُشتَفَـى
بِنَا إِن أُصِبنَا أَو نُغيـرُ عَلَـى وِتـرِ
بِذَاكَ قَسَمنَا الدَّهرَ شَطرَينِ قِسمَـةً
فَمَا يَنقَضِي إِلاَّ وَنَحنُ عَلَى شَطـرِ


وفي هذه الأبيات السابقة يصف دريد صبره على مقتل إخوته ‘ فهو لايبكي مع أنهم يستحقون أن يُبكى عليهم ، وذكر ثلاثة منهم هم :عبد الله، وقيس قتيل أبي بكر، وعبد يغوث. ثم ذكر أن القتل يبحث عن آل صمة مجتهداً وهم يبحثون عنه ، فهم إما قاتلين لأقرانهم من الأبطال أو مقتولين يشقى أعداؤهم بقتلهم إلى آخر الدهر خوفاً من الأبطال الذين سوف يثأرون لهم.
وآل صمة كما يقول دريد ليس عجيباً أن يكون لحمهم طعاماً للسيوف، كما ليس عجيباً أن يُطعموا لحم أعدائهم للسيوف . وحين يغير الأعداء على آل صمة ليثأروا لقتل أبطالهم فإنهم يشتفون بقتل أحدهم فهم أكفاء والعرب معروف أنهم حين يغيرون للثأر لايكفون عن القتل حتى يكون من القتلى شخص كفء لمن يثأرون له. كما أن آل صمة لايتركون ثأرهم أيضاً.
وفي النهاية يقول دريد أنهم قسموا عمرهم نصفين فهم إما يغيرون على القبائل أو يدافعون عن قبيلتهم ضد غارات القبائل الأخرى فحياتهم الفروسية ولاحياة لهم غيرها.


معركة اللـِّوى ومقتل عبدالله وثأره له ورثاؤه فيه:
- قصة مقتل عبدالله هي أهم ما يمر بنا في حياة دريد لأنها تركت أثراً بليغاً في حياته، فعبدالله هذا والذي يُسمَّى أيضاً "غالب" كان أكبر إخوة دريد وسيِّد قبيلته ، كما كان أعز إخوة دريد لديه، وهو الذي تعلم دريد الفروسية على يديه ، وقد قُتِل بين يدي دريد بعد أن حاول دريد أن ينقذه ولكنه لم يستطع.
وكان من قوة أثر مقتل عبدالله في نفس دريدٍ أنه كان يذكره في أكثر أشعاره التي رثى بها إخوانه الآخرين بينما كان يذكر بقية إخوانه في قصيدة أو اثنتين على الأكثر. وبينما كان يمر على ذكر إخوته الآخرين مروراً سريعاً في أكثر قصائده فإنه كان يتوقف طويلاً عند عبدالله ذاكراً محاسنه مسترجعاً لشيء من ذكرياته معه.
- وكان من قصتهما أنهما خرجا مع نفرٍ من فرسان قومها من بني غُزيّة بن جشم بن بكر يريدون غزو غطفان ، وكان عبدالله قائدهم في تلك الغزوة التي سُمِّيَت فيما بعد" يوم اللوى" ، واستهدفوا في هذه الغزوة إبلاً لقبيلة غطفان وبالفعل نجحوا في استياق الإبل دون أن يُصاب منهم أحد ، ولكن فرسان قبلة غطفان عرفوا الأمر بأسرع مما كان يتوقع الغزاة ، وعرف دريد بخبرته في حرب القبائل أن غطفان من أسرع القبائل نذيراً ونفيراً ، فقال لأخيه عبدالله:"أسرِع في الهرب لتنجو وننجو معك!" فأخذت الحمِيَّة عبد الله وقال: " والله لا أهرب ولا أبرح مكاني حتى أقسم مرباعي وأنتقع نقيعتي " - والمرباع هو ربع الغنيمة يأخذه سيد القوم ، والنقيعة ناقة تنحر وسط الإبل ثم يسمها الرئيس على أصحابه. فأقام عبد الله وعصى أخاه دريد الذي لم يجد بُدًّا من أن يقيم مع أخيه لعلمه أن فرسان غطفان سيهاجمونه لامحالة.
وبالفعل ماهو إلا قليل حتى ظهر فرسان غطفان وكان أكثرهم من بني فزارة وبني عبس، وكانوا يفوقون فرسان بني جشم عدداً وعدة. وبدأت المعركة وحمي وطيسها ،ولمَّا علم فرسان بني جشم أنهم مهزومين لامحالة شرعوا في الفرار لكن نخوة عبدالله ومروءته منعته من الفرار فبقي يصارع فرسان غطفان فأسقطوه وصاحوا: " أسقطنا فارساً من بني جشم!" ، فالتفت دريد إلى الصريخ ليعرف من الذي سقط فإذا به يرى الصريع أخوه عبدالله ، فكافح حتى وصل إليه ليدافع عنه ، ولكنه لم يصل إليه إلا وقد هلك بل وتناوشته الرماح حتى لم يبق فيه رمق، وأخذ دريد يبارزهم حتى أسقطوه هو أيضاً وجرحوه جروحاً بالغة ً وفقد وعيه، فظنوا أنه هلك فتركوه واستاقوا إبلهم . ثم إنه عاد منهم ثلاثة فرسان اثنان من بني عبس يقال لهما "الزهدمان" وثالث من بني فزارة يقال له"كُردُم" ، ومرُّوا على الجثث ليتأكدوا من الإجهار على من بقي فيه رمق، فشكـُّوا في أمر دريد وقال الزهدمان " لعله لم يَمُت" ، فضربه أحدهما برمحه، ثم قالوا لكردم "اضربه"، فعاد إليه فطعنه بالرمح في شرجه فخرج دم قد احتقن في جوفه فقيل أن دريد كان يقول بعدها أنه لولا طعنة كردم لمات...فسبحان الله!
بعد رحيل فرسان غطفان أفاق دريدوأخذ يزحف ويقوم ويتخبط حتى وجد نفسه بين قائمتي ناقة لامرأة من هوازن فارتعبت المرأة لما رأت دريد وقالت: " أعوذ بالله منك " ،قال لها :" من أين أنتي؟" ،قالت: " أنا من هوازن"، فقال لها دريد : " أنا فارس هوازن دريد بن الصمة!".
فأخذته المرأة وأخبرت به قومها الذين أخذوه فعالجوه ، ثم نقلوه إلى أهله.
وظلَّ دريد عاماً كاملاً يتداوى من جراحه ، وطالت الفترة حتى ظن الناس أن دريداً نسي ثأر أخيه وهاب أن يقاتل جموع غطفان ؛ حتى أن أمَّه ريحانة قالت له وهي تريد أن تغضبه:" يابني إن عجزت عن الثأر لأخيك فاستعن بأخوالك من زبيد يساعدونك" ، فغضب دريد ومالبث بعد شفائه أن جمع عدداً من فرسان قومه وأغار بهم على جمع من قبائل غطفان في منطقة اسمها "الصلعاء" فقتل عدداً كبيراً منهم وأسر عدداً آخر ، وأجلاهم عن الصلعاء.
وكان فيمن أسر منهم أحد فرسان بني عبس وساداتهم واسمه" ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب"، وكانوا يتهمون بني قارب بقتل عبدالله بن الصمة، ثم إن دريداً عندما عاد ومعه سيد بني عبس"ذؤاب" أراد بنو جشم أن يفادوه بمالَ كثير من بني عبس ، فرفض دريد الفداء وأخذ ذؤاب إلى فناء أمه ريحانة ، ثم قال لها:" ياأمة هذا ذؤاب بن أسماء سيد بني قارب الذين قتلوا عبدالله!" ، ثم قتله وقال لها: " هل بَلَغتُ مافي نفسك؟ّ" ، فقالت: " نعم مُتِّعتُ بك".

- وفي المعركة التي قُتِل فيها عبد الله وفي رثاء عبدالله قال دريدٌ أجمل قصائده وأطولها وفيها يقول:

أَرَثَّ جَديدُ الحَبـلِ مِـن أُمِّ مَعبَـدٍ
بِعاقِبَـةٍ وَأَخلَفَـت كُـلَّ مَوعِـدِ
وَبانَت وَلَم أَحمَـد إِلَيـكَ نَوالَهـا
وَلَم تَرجُ فينـا رِدَّةَ اليَـومِ أَو غَـدِ
مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطـاً خِمارُهـا
إِذا بَـرَزَت وَلا خَـروجَ المُقَـيَّـدِ
وَكُـلَّ تَبـاريـحِ المُحِـبِّ لَقيتَـهُ
سِوى أَنَّنِي لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَـدِ
وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَـم أَمُـت
خُفاتاً وَكُـلاًّ ظَنَّـهُ بِـيَ عُـوَّدي
كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحـى
بِنا صِفَةِ الشَجنـاءِ عُصبَـةُ مِـذوَدِ
أَوِ الأَثأَبُ العُـمُّ المُخَـرَّمُ سوقُـهُ
بِشابَةَ لَـم يُخبَـط وَلَـم يَتَعَضَّـدِ
أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِـدي
وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي
أَعاذِلَتِـي كُلُّ امـرِئٍ وَاِبـنُ أُمِّـهِ
مَتـاعٌ كَـزادِ الراكِـبِ المُتَـزَوِّدِ
أَعاذِلَ إِنَّ الـرُزءَ فِي مِثـلِ خالِـدٍ
وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَـن يَـدِ
وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحَابِ عَـارِضٍ
وَرَهطِ بَنِي السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّـدي
عَلانِيَـةً ظُنّـوا بِأَلفَـي مُدَجَّـجٍ
سَراتُهُـمُ فِـي الفَارِسـيِّ المُسَـرَّدِ
وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَـت
مُطَنِّـبَـةً بَيـنَ السِّتـارِ فَثَهمَـدِ
فَما فَتِئـوا حَتّـى رَأَوهـا مُغيـرَةً
كَرِجلِ الدِبَى فِي كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَـدِ
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيـلَ قُبـلاً كَأَنَّهـا
جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريـحِ مُغتَـدي
أَمَرتُهُمُ أَمـري بِمُنعَـرَجِ اللِّـوى
فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلاَّ ضُحَى الغَـدِ
فَلَمّا عَصَونِي كُنتُ مِنهُم وَقَـد أَرَى
غِوايَتَهُـم وَأَنَّنِـي غَيـرُ مُهتَـدي
وَهَل أَنا إِلاَّ مِن غَزِيَّـةَ إِن غَـوَت
غَوَيتُ وَإِن تَرشُـد غَزيَّـةُ أَرشَـدِ
دَعَانِي أَخِي وَالخَيـلُ بَينِـي وَبَينَـهُ
فَلَمّا دَعَانِي لَـمْ يَجِدنِـي بِقُعـدَدِ
أَخِـي أَرضَعَتنِـي أُمُّـهُ بِلِبانِهـا
بِثَديِ صَفَـاءٍ بَينَنـا لَـمْ يُجَـدَّدِ
فَجِئـتُ إِلَيـهِ وَالرِّمَـاحُ تَنوشُـهُ
كَوَقعِ الصَياصِي فِي النَسيجِ المُمَـدَّدِ
وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَـت
إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقـبِ مُقَـدَّدِ
فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَـت
وَحَتّى عَلانِي حَلِكُ اللَّـونِ أَسـوَدِ
فَمَا رِمتُ حَتّى خَرَّقَتنِـي رِماحُهُـم
وَغودِرتُ أَكبو فِي القَنـا المُتَقَصِّـدِ
قِتالُ اِمرِئٍ آسَـى أَخـاهُ بِنَفسِـهِ
وَيَعلَـمُ أَنَّ الـمَرءَ غَيـرَ مُخَلَّـدِ
تَنَادوا فَقَالوا أَردَتِ الخَيـلُ فَارِسـاً
فَقلـتُ أَعبدُ اللهِ ذَلِكُـمُ الـرَّدي
فَإِن يَـكُ عَبدُ اللهِ خَلّـى مَكانَـهُ
فَما كانَ وَقّافـاً وَلا طائِـشَ اليَـدِ
وَلا بَرِمـاً إِذا الرِيـاحُ تَناوَحَـت
بِرَطبِ العِضاهِ وَالـهَشِيمِ المُعَضَّـدِ
وَتُخرِجُ مِنهُ صَـرَّةُ القَـومِ جُـرأَةً
وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّـدِ
كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِـهِ
صَبورٌ عَلى العَـزاءِ طَـلاَّعُ أَنجُـدِ
قَليلُ تشِّكيـهِ المُصِيبَـاتِ حَافِـظٌ
منَ اليومِ اعقابَ الأحاديثِ فِي غَـدِ
صَبا مَا صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ
فَلَمّا عَـلاهُ قـالَ لِلباطِـلِ ابعَـدِ
تَراهُ خَميصَ البَطنِ و الزَّادُ حاضـرٌ
عَتِيدٌ و يَغدو فِي القَمِيـصِ المُقَـدَّدِ
وَإِن مَسَّـهُ الإِقـواءُ وَالجَهـدُ زادَهُ
سَماحاً وَإِتلافـاً لِما كَانَ فِي اليَـدِ
إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضـاءَ تَزَيَّنَـت
لِرُؤيَتِـهِ كَالـمَأتَـمِ الـمُتَبَـدِّدِ
فَـلا يُبعـدنكَ اللهُ حيّـاً و ميِّتـاً
ومنْ يَعلُهُ رُكـنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُـدِ
رئيسُ حروبٍ لا يزالُ ربيئةً مُشيحاً
عَلَى مُحقوقـفِ الصُّلبـش مُلبِـدِ
وَغَارةٍ بَينَ اليَومِ و الأَمـسِ فَلتـةٍ
تَدَارَكتُهَا رَكضـاً بِسِيـدٍ عَمَـرَّدِ
سَلِيمِ الشَّظَى عَبلِ الشَّـوى شَنِـخِ
النَّسَا طَوِيلِ القَرا نَهدٍ أسيلِ المقلَّـدِ
يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقـدُ عِـذارِهِ
مُنيفٌ كَجِـذعِ النَخلَـةِ المُتَجَـرِّدِ
فَكنـتُ كأنَّـي واثـقُ بِمُصَـدَّرٍ
يُمَشِّي بِأَكنَافِ الحُبَيـبِ بِمَشهَـدِ
لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ النَّاسِ واحِـداً
وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفـرَح وَيَـزدَدِ
وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّنِـي لَم أَقُـل لَـهُ
كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَـدي
فإنْ تعقبِ الأيَّامُ و الدَّهـرُ تعلمـوا
بَنِي قـاربٍ أنَّا غضـابٌ بِمعبـدِ




- وفي انتقام دريد لأخيه عبد الله وقتله لذؤاب بن أسماء وهزيمته لغطفان قال دريد قصيدة جميلة أيضاً وهي في المرتبة الثانية بعد قصيدته الأولى وقد وردت في عدد من كتب المختارات الأدبية لجمالها ، وفيها يقول:

يَا رَاكِبـاً إِمّـا عَرَضـتَ فَبَلِّغَـن
أَبا غالِـبٍ أَن قَد ثَأَرنـا بِغالِـبِ
قَتَلنـا بِعَبـدِ اللهِ خَيـرَ لِـداتِـهِ
ذُؤابَ بنَ أَسماءَ بنِ زَيدِ بنِ قـارِبِ
وَأَبلِغ نُمَيـراً إِن مَـرَرتَ بِدارِهـا
عَلَى نَأيِها فَـأَيُّ مَولَـىً وَطالِـبِ
وَعَبسـاً قَتَلناهُـم بِحُـرِّ بِلادِهِـم
بِمَقتَلِ عَبـدِ اللهِ يَـومَ الذَنائِـبِ
جَعَلنَا بَنِي بَدرِ وَشَمخـاً وَمازِنـاً
لَنَا غَرَضـاً يَزحَمنَهُـم بِالمَناكِـبِ
فَلِليَومِ سُمّيتُـم فَـزارَةَ فَاصبِـروا
لِوَقعِ القَنا تَنـزونَ نَـزوَ الجَنـادِبِ
فَإِن تُدبِروا يَأخُذنَكُم فِي ظُهورِكُـم
وَإِن تُقبِلـوا يَأخُذنَكُـم بِالتَرائِـبِ
وَإِن تُسهِلوا لِلخَيلِ تُسهِل عَلَيكُـمُ
بِطَعنٍ كَإيزاعِ المَخاضِ الضَـوارِبِ
إِذا أَحزَنوا تَغـشَ الجِبـالَ رِجالُنـا
كَمَا استَوفَزَت فُدرُ الوُعولِ القَراهِبِ
تَكُرُّ عَلَيهُـم رَجلَتِـي وَفَوارِسـي
وَأُكرِهَ فيهُم صَعدَتِي غَيـرَ ناكِـبِ
وَمُرَّةَ قَـد أَخرَجنَهُـم فَتَرَكنَهُـم
يَروغونَ بِالصَلعـاءِ رَوغَ الثَعالِـبِ
وَأَشجَعَ قَد أَدرَكنَهُـم فَتَرَكنَهُـم
يَخَافونَ خَطفَ الطَيرِ مِن كُلِّ جانِبِ
وَثَعلَبَةَ الخُنثَـى تَرَكنـا شَريدَهُـم
تَعِلَّـةَ لاهٍ فِـي البِـلادِ وَلاعِـبِ
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا بِذي
الرِمثِ وَالأَرطى عِياضَ بنَ ناشِـبِ
فَلَيتَ قُبـوراً بِالمَخاضَـةِ أَخبَـرَت
فَتُخبِرُ عَنّا الخُضرَ خُضرَ المُحـارِبِ
رَدَ سناهُمُ بِالخَيلِ حَتّـى تَمَـلأَّت
عَوافِي الضِباعِ وَالذِئابِ السَواغِـبِ
ذَرينِي أُطَـوِّف فِي البِـلادِ لَعَلَّنِـي
أُلاَقِي بِإِثـرٍ ثُلَّـةً مِـن مُحـارِبِ

أسئلة ذات صلة

مربي الحيوانات
مربي الحيوانات 
تاريخ السؤال 6/16/2015
أروى
أروى 
تاريخ السؤال 27/09/2016
مربي الحيوانات
مربي الحيوانات 
تاريخ السؤال 6/16/2015