من هم قبائل الزط

الرئيسية / عام / من هم قبائل الزط
لماذا وكيف
لماذا وكيف
616 مشاهدة مشاهدات اليوم 2

السؤال هو من هم قبائل الزط

الاجابات (1)

Red Roze
Red Roze 
4/4/2015 في 9:11:24 PM


لا يخلو بلد من بلدان العالم من الزط والسيابجة، وهم قوم جوالون، يتنقلون من مكان الى مكان، طلباً للرزق، أو هرباً من الملاحقات القانونية أو اللاقانونية.وامتاز هؤلاء بالتمرد على القانون، والشرائع، والاعراف الاجتماعية، فلاقوا مقاومة عامة فرضت عليهم سلوكاً لاخفاء ما انطوت عليه حياتهم الخاصة من مخالفات تُعاقب عليها المحاكم.لهذا فقط اختلط تاريخهم بالاساطير والحقائق، فذهب علماء اللغة الى القول ان اصول البوهيميين "Bohemians" والجوليارد "Goliards" واليهود واحدة، واستدل علماء اللغة على ذلك بوجود »الكلمات العبرية الكثيرة التي ما زالت موجودة في لغة البوهيميين وهي وحدها كافية ان تؤكد ان اصلهم يهودي« “انظر كتاب جماعات الفجر، للدكتور نبيل حنا، ص: 67” وذهبوا الى ان اللغة التي يتكلمونها هي خليط من العبرية والالمانية وتسمى لغة اللنجو "Lingo" وذكر الفردوسي ان »بهرام جور« جلبهم من الهند للترفيه عن الشعب بالرقص والغناء سنة 6291 قبل الميلاد، ثم غضب عليهم فتشتتوا لكسب رزقهم عن طريق الطرب والمدح والشعوذة. ومن الاساطير المتداولة في ايرلندا قصة المسمار الذي صنع لصلب المسيح عليه السلام وتسمى »قصة المسمار الرابع« وموجزها: عندما قُرر صلب النبي عيسى عليه السلام، أرسل جنديان لاحضار أربعة مسامير، ومعهما 08 قطعة نقدية، لكن الحدادين رفضوا صنع المسامير حينما علموا انها لصلب المسيح عليه السلام فقتل الجنديان حداداً يهودياً، وحداداً مسيحياً، وحداداً سورياً، ثم قابلا حداداً غجرياً، فصنع المسامير الثلاثة، وحداداً سورياً، ثم قابلا حداداً غجرياً، فصنع المسامير الثلاثة، وعندما بدأ صناعة الرابع، صار يسمع هاتفاً يردده الحدادون القتلى الثلاثة، وهم يحذرونه من صنع المسمار الرابع، لكن الغجري أتم صناعته فتوهج المسمار وشع منه نور أضاء مساحات واسعة فتركه الغجري وحمل خيمته وهرب، ولاحقه المسمار المتوهج، وفر الغجري، وما زالت لعنة المسمار تطارد الغجري من مكان الى مكان وهو مستمر في ترحاله.وهذا هو سر تنقلهم، وسر صلب المسيح بثلاثة مسامير، كما يزعمون.تربط هذه الاسطورة بين الغجر واليهود في عدائهم للمسيح عليه السلام وللديانة المسيحية. وتوجد ترتيلة اسبانية تقول: »في رواق بيت لحم أتى الغجر الاشرار وسرقوا الاغطية من على الطفل الرضيع الغجر الانذال الذين تشبه وجوههم الزيتون الأسود تركوا الطفل المسكين مجرداً من الملابس«. وتوجد ترتيلة يونانية هي: »ومروا على حداد غجري يصنع المسامير...وقالت له: أنت كلب، حداد كلب، ماذا تصنع؟ هذه المسامير التي أصنعها سيصلب بها انسان طلبوا مني ان اصنع ثلاثة لكني صنعت خمسة...الخامس وهو أحد المسامير سوف يدخل قلبه...«. وهنالك أسطورة تفيد ان الغجر رفضوا ايواء العذراء ويوسف النجار والمسيح في خيامهم اثناء هروبهم الى مصر.“انظر جماعات الغجر ص69 / 79، 612 / 712”. وأقدم من هذه الاساطير مسألة تحتاج الى بحث عميق ألا وهي مسألة عبور النبي موسى عليه السلام من مصر الى فلسطين، مروراً بصحراء سيناء، ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث ذُكرت بعثة موسى عليه السلام في سورة الاعراف “الآية: 301” ثم ذكرت مناظراته للسحرة في سورة الاعراف ايضاً “في الآية: 211” وما بعدها، ثم ذكر ان السحرة آمنوا، “في الآية: 121”، وعبروا مع بني اسرائيل البحر “الآية: 831” ثم اتجه موسى عليه السلام الى جبل الطور “الآية: 341” ثم عبدوا العجل، وذلك واضح في “الآية: 841” »واتَّخَذَ قومُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُليِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَاْرٌ...« وفي قوله تعالى: »قَاْلَ فإنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامريُّ« “سورة طه، الآية: 58” وفي قوله تعالى: »فكذلك ألقى السامريُّ ٭ فأخرج لهم عجلاً جَسَداً له خُوارٌ فقالوا: هذا إلهُكُمْ وَإلَهُ مُوْسَى...« “سورة طه الآية 78 و88”. في هذه الآيات البينات يمر ذكر السحرة والمشعوذين وعبورهم مع موسى عليه السلام، وارتدادهم عن عبادة الله وسجودهم للعجل الذي صنعه السامري. هذه الأمور مجتمعة تجعلنا نتساءل عن علاقة الزط بهذه المسألة وهل كان السامري ومن تبعه من الزط؟ هنالك خيوط ترتبط بهذه المسألة منها: ان الحدادة من صناعات الزط، واسطورة صنع الغجري لمسامير صلب المسيح لها علاقة بذلك، كما ان السحر والشعوذة من الصناعات الغجرية المتوارثة، ونضيف الى ذلك ما اتسموا به من رقة الدين بشكل مطلق، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام برجال الزط من حيث الهيئة “انظر صحيح البخاري، الأنبياء: 84، وسنن النسائي، تحريم: 41”.وهذا يتطلب بحثاً في اسباب اطلاق تلك الصفة على النبي موسى عليه السلام، كما تشير بعض المصادر الى ان ملوك الرعاة »الهكسوس« كانوا من الزط وقد دمروا الحضارة الفرعونية، ثم انتصر الفراعنة فأذلوهم كما أذلوا بني اسرائيل، وطاردوهم جميعاً من مصر، وبذلك عبروا مع النبي موسى عليه السلام، وهنا نتساءل: هل كان السامري زطياً »هكسوسياً«؟ يذكر السمين الحلبي “ت 657هـ/ 5531م” في »عمدة الحفاظ« “ص: 942” ان »السامري منسوب الى قرية يقال لها سامرة، وقيل الى رجل...« اما السمعاني “ت 265هـ/ 7611م” فيقول في كتاب »الانساب« “ج3/ ص202 / 302”: »السامريُّ هذه النسبة الى بلدة على الدجلة فوق بغداد يقال لها: سُرَّ من رأى، وقيل: انها مدينة بناها سام، فقيل بالفارسية: سام را، أي: هي لسام...« ويوضح الأمر السيوطي “ت 119هـ/ 5051م” في كتابه »معترك الاقران في اعجاز القران« “092/ ص666 / 866” اذ يقول: »وكان السامري من قوم يعبدون البقر، واسمه موسى ابن ظفر...« ويذكر السيوطي “ت 119هـ/ 5051م” القوم الذين اغواهم السامري، فيؤكد انهم أول من ابتدع بدعة الرقص، حين يقول: »وأما الرقص والتواجد، فأول من احدثه اصحاب السامري، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حوله، ويتواجدون، فهو دين الكفار، وعُباد العجل...« وهنا نطرح سؤالاً فحواه: ما سبب عبادتهم للعجل دون غيره؟ والجواب: يرجح انهم كانوا يعبدون البقر قبل ايمانهم برسالة موسى، وعبادتهم للعجل ليست الا ارتداداً الى نحلتهم القديمة.وهذا يسوقنا الى الربط بين اصلهم وأصل السومريين، اذ يقال: ان السومريين وَفَدوْا الى بلاد الرافدين من خارجها، وأقاموا فيها حضارتهم، ثم بادت، وكانوا يعبدون الجواميس وهنا نتساءل عن مصدر الجواميس؟ ونجد الجواب عند المسعودي “ت 643هـ/ 759م” الذي ذكر في كتابه »التنبيه والاشراف« “ص702 / 802” ان الزط هم الذين جلبوا الجواميس الى الشام من الهند »ومذ يومئذ صارت الجواميس بالشام ولم تكن تعرف هنالك«.وهنا يولد سؤال مهم عن العلاقة بين الزط، والرقص، والغناء، والحدادة، والعجل، والباطنية والسحر، والشعوذة، ومعاداة النبي موسى والنبي عيسى ومحمد صلوات الله عليه.هذه أمور تتطلب بحثاً مستفيضاً على أمل الوصول الى نتائج مرضية.بعد ان ذكرنا ما ذكرناه يجدر بنا ان نتعرض لسيرة الزط في المصادر الاسلامية. ذكر الطبري / في تاريخه الزط فقال: عن احداث سنة 11هـ: »حدثنا عبيد الله بن سعد، قال: اخبرنا عمى، قال: اخبرنا سيف«.عن اسماعيل بن مسلم، عن عمير بن فلان العبدي، قال: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج الحطم بن ضبيعة اخو بني قيس بن ثعلبة فيمن اتبعه من بكر بن وائل على الردة، ومن تأشب اليه من غير المرتدين ممن لم يزل كافراً، حتى نزل القطيف وهجر، واستغوى »الخط« ومن فيها من »الزط والسيابجة« وبعث بعثاً الى “دارين”، فأقاموا له ليجعل عبدالقيس بينه وبينهم.وكانوا مخالفين لهم، يمدون المنذر والمسلمين، وأرسل الى الغرور بن سويد، أخى النعمان بن المنذر، فبعثه الى جؤاثى، وقال: اثبت، فاني ان ظفرت ملكتك »بالبحرين« حتى تكون كالنعمان بالحيرة.وبعث الى جؤاثى، فحصرهم وألحوا عليهم فاشتد على المحصورين الحصر، وفي المسلمين المحصورين رجل من صالح المسلمين يقال له عبدالله بن حذف، أحد بني أبي بكر بن كلاب، وقد اشتد عليه وعليهم الجوع حتى كادوا ان يهلكوا«. “تاريخ الطبري ج 3/ص 303 / 503”، يؤكد هذا النص ان الزط قد حاربوا الخلافة الاسلامية الى جانب المرتدين، اثناء حروب الردة التي دارت في السنة الهجرية الحادية عشرة، ثم ذكرهم الطبري في “المجلد الرابع/ ص: 764 / 864” في معرض حديثه عن مقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان / رضي الله عنه / سنة 63هـ/ 656م، فقال: »فخشى بعض الزط والسيابجة ان يكون جاء لغير ما جاء له، فنحياه، فبعثا الى عثمان، هذه واحدة.وبلغ عليا الخبر الذي كان بالمدينة من ذلك، فبادر بالكتاب الى عثمان يعجزه ويقول: والله ما أكرها الا كرهاً على فرقة، ولقد أكرها على جماعة وفضل، فإن كانا يريدان الخلع فلا عذر لهما، وان كانا يُريدان غير ذلك نظرنا ونظرا.فقدم الكتاب على عثمان بن حنيف، وقدم كعبٌ فأرسلوا الى عثمان ان اخرج عنا، فاحتج عثمان بالكتاب وقال: هذا أمرُ آخر غير ما كنا فيه، فجمع طلحة والزبير والرجال في ليلة مظلمة باردة ذات رياح وندى، ثم قصدا المسجد فوافقا صلاة العشاء / وكانوا يؤخرونها / فأبطأ عثمان بن حنيف فقدما عبدالرحمن بن عتاب، فشهر »الزط والسيابجة« السلاح ثم وضعوه فيهم، فأقبلوا عليهم فاقتتلوا في المسجد وصبروا لهم.فأناموهم وهم أربعون، وأدخلوا الرجال على عثمان ليخرجوه اليهما، فلما وصل اليهما توطؤوه وما بقيت في وجهه شعرة، فاستعظما ذلك، وأرسلا الى عائشة بالذي كان، واستطلعا رأيها، فأرسلت اليهما ان خلوا سبيله فليذهب حيث شاء ولا تحبسوه، فأخرجوا الحرس الذين كانوا مع عثمان في القصر ودخلوه، وقد كانوا يعتقبون حرس عثمان في كل يوم وفي كل ليلة أربعون، فصلى عبدالرحمن بن عتاب بالناس العشاء والفجر، وكان الرسول فيما بين عائشة وطلحة والزبير هو، أتاها بالخبر، وهو رجع اليهما بالجواب، فكان رسول القوم«. يؤكد هذا النص ضلوع »الزط« في جريمة اغتيال الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان / رضي الله عنه / كما يؤكد مساهمتهم الفعالة في اذكاء نيران الفتنة، ومعارضتهم بوادر الصلح التي بدرت من الفريقين المختلفين، وحصل لهم ما أرادوا، وتتضح مساهمتهم في نص آخر أورده الطبري في تاريخه “ج 4/ ص505” حين قال: »فخرج طلحة والزبير فنزلا بالناس من الزابوقة، في موضع قرية الأرزاق، فنزلت مضر جميعاً وهم لا يشكون في الصلح، ونزلت ربيعة فوقهم جميعاً وهم لا يشكون في الصلح، ونزلت اليمن جميعاً أسفل منهم، وهم لا يشكون في الصلح، وعائشة في الحدان، والناس في الزابوقة، على رؤسائهم هؤلاء وهم ثلاثون ألفاً، وردوا حكيماً ومالكا الى على، بأنا على ما فارقنا عليه القعقاع فاقدم.فخرجا حتى قدما عليه بذلك، فارتحل حتى نزل عليهم بحيالهم، فنزلت القبائل الى قبائلهم، مضر الى مضر، وربيعة الى ربيعة، واليمن الى اليمن، وهم لا يشكون في الصلح، فكان بعضهم بحيال بعض، وبعضهم يخرج الى بعض، ولا يذكرون ولا ينوون الا الصلح، وخرج أمير المؤمنين بمن معه، وهم عشرون ألفاً، وأهل الكوفة على رؤسائهم الذين قدموا معهم ذا قار، وعبدالقيس على ثلاثة رؤساء: جذيمة وبكرٌ على ابن الجارود، والعمور على عبدالله بن السوداء، وأهل هجر على ابن الأشج، وبكر بن وائل من أهل البصرة على ابن الحارث بن نهار، وعلى دنور بن علي الزط والسيابجة وقدم علي »ذا قار« في عشرة آلاف، وانضم اليه عشرة آلاف«. هكذا يتضح دور الزط في اثارة الفتن كي يتمكنوا من الظهور على حساب ضعف الاطراف المتصارعة، ثم يذكرهم الطبري في احداث سنة 502هـ/ 028م، في المجلد: 8/ص: 085، فيقول: »وفيها / أي سنة 502هـ / ولىّ المآمون عيسى بن يزيد الجلودي محاربة الزط« ثم يقول »ثم دخلت سنة ست ومائتين...فمما كان فيها من ذلك: تولية المأمون داود بن ماسجور محاربة الزط، وأعمال البصرة، وكور دجلة / الأهوار / واليمامة والبحرين«.ثم يذكرهم الطبري »في المجلد: 9/ص01 / 11« في تاريخه لسنة 022هـ/ 638م وما كان فيها من الأحداث، فيقول »فمن ذلك ما كان من دخول عجيف بالزط« بغداد، وقهره اياهم حتى طلبوا منه الامان فآمنهم، فخرجوا اليه في ذى الحجة سنة تسع عشرة ومائتين على انهم آمنون على دمائهم وأموالهم، وكانت عدتهم / فيما ذكر / سبعة وعشرين ألفا، المقاتلة منهم اثنا عشر ألفا، وأحصاهم عجيف سبعة وعشرين ألف انســان، بين رجل وامرأة وصبي، ثم جعلهم في السفن، وأقبل بهم حتى نزل الزعفرانية، فأعطى اصحابه دينارين دينارين جائزة، وأقام بها يوماً، ثم عبأهم في زوارقهم على هيئتهم في الحرب، معهم »البوقات« حتى دخل بهم بغداد يوم عاشوراء سنة عشرين ومائتين والمعتصم بالشـماسية في سفيـنة يقال لها الزو، حتى مر به »الزط« على تعبئتهم »ينفخون بالبوقات« فكان أولهم »بالقفص« وآخرهم بحذاء الشماسية، وأقاموا في سفنهم ثلاثة أيام، ثم عبر بهم الى الجــانب الشرقي، فدفعوا الى بشر بن السميدع، فذهب بهم الى خانقين، ثم نقلوا الى الثغر الى »عين زربة« فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم فلم يفلت منهم أحد«. وأشار خليفة بن خياط، في تاريخه “ج2/ ص515” الى ان عجيف قد اجلاهم عن البطيحة سنة 912هـ،، ثم يذكرهم الطبري في الصفحة: 102، من المجلد نفسه، في معرض تاريخه لسنة 142هـ/ 558م، فيقول: »وفيها أغارت الروم على »عين زربة« فأسرت من كان بها من الزط مع نسائهم، وذراريهم، وجواميسهم وبقرهم، وهذه الرواية تؤكد دخول الزط الى بلاد الروم على شكل جماعة كبيرة أسرت بكاملها لتشكل نواة المجتمع الزطي في بلاد الروم منذ القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي.وليس منذ القرن الخامس عشر الميلادي كما يدعى مؤرخو أوروبا عامة. وذكر البلاذري “ت 972هـ/ 2981م” رواية في كتابه »فتوح البلدان« “ج 1/ص: 291” جاء فيها: »وحدثني أبو حفص الشامي عن محمد بن راشد. عن مكحول قال: نقل معاوية في سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين الى السواحل قوماً من »زُط البصرة والسيابجة« وأنزل بعضهم أنطاكية.قال أبو حفص: فبأنطا كية محلة تعرف »بالزط« وببوقا من عمل أنطاكية قوم من أولادهم يعرفون »بالزط« وقد كان الوليد بن عبدالملك نقل الى أنطاكية قوماً من »الزط السند« ممن حمله محمد بن القاسم الى الحجاج.فبعث بهم الحجاج الى الشام«. وروى البلاذري عن روح بن عبدالمؤمن عن يعقوب الحضرمي عن سلام قوله: »أتى الحجاج بخلق من زط الهند، وأصناف ممن بها من الأمم، معهم أهولهم وأولادهم وجواميسهم فأسكنهم بأسافل كسكر / في العراق / فغلبوا على البطيحة وتناسلوا بها، ثم انه ضوى اليهم قوم من أباق العبيد وموالي باهلة، وخولة محمد بن سليمان ابن علي، وغيرهم فشجعوهم على قطع الطريق، ومبارزة السلطان بالمعصية وانما كانت غايتهم قبل ذلك ان يسألوا الشيء الطفيف أو يصيبوا غيرة من اهل السفينة فيتناولوا منها ما امكنهم اختلاسة.وكان الناس في بعض أيام المأمون قد تحاموا الاجتياز بهم، وانقطع عن بغداد جميع ما كان يحمل اليها من البصرة في السفن.فلما استخلف المعتصم بالله “812هـ  338م” تجرد لهم وولى محاربتهم عجيف بن عنبسة وصم اليه من ال*****والجند خلقاً، ولم يمنعه شيئاً طلبه، فرتب بين البطائح ومدينة السلام خيلا مضمرة مهلوبة الاذناب، وكانت اخبار الزط تأتيه بمدينة السلام من النهار أو أول الليل وأمر عجيفا فسكر عنهم الماء بالمؤن العظام حتى اخذوا فلم يشذ منهم احد، وقدم بهم الى مدينة السلام في الزواريق فجعل بعضهم بخانقين وفرق سائرهم في عين زربة والثغور«. “فتوح البلدان ص762”. هكذا نجد ان تاريخ الزط والسيابجة ومن والاهم هو تاريخ حافل بالاجرام والتمرد مما دفع الحكومات الى ملاحقتهم، وفرض عقوبة الاعدام على بعض عناصرهم، كما وصف الشاعر دعبل ابن علي الخزاعي “ت 642هـ/ 068م” تنفيذ عقوبة الصلب بحق تسعين زطياً. ولم تنقرض تلك الاقوام بل استمر تدفقها من بلاد الهند الى الشرق الأوسط، ومنه عبروا الى أوروبا عبر تركيا وأوروبا الشرقية، كما عبروا اليها عبر مصر وشمال أفريقيا مروراً بالاندلس، وعند سقطت الاندلس عانى الزط من قرارات التصفية والطرد ما عاناه المسلمون واليهود، وهنا تجدر الاشارة الى ان المسلمين الذين نزحوا من الاندلس الى اسطنبول سكنوا حول جامع العرب في محلة »غلطة« والى الشمال منها سكن الزط في محلة »قاسم باشا« أما اليهود فسكنوا في محلة »قره كوي« الى الشرق من المحلتين السابقتين.وخلال مسيرة الزمن ذاب العرب في المجتمع التركي، وبقي اليهود حول »بيعتهم« في قره كوي ونزح قسم منهم الى فلسطين، وقسم سكن في محلة »شيشلي« في شمال اسطنبول، أما الزط فما زالوا في حي »قاسم باشا«، يربون الدببة والقرود، ويقرعون الطبول والصنوج، وينفخون بالأبواق، ويتاجرون بالمخدرات والممنوعات، ويبصرون ويقرأون الكف والودع، ويمارسون السحر والشعوذة، ويتحاشى السكان المرور من حيهم ليلاً، والدولة عجزت عنهم فشقت طريقاً عريضاً في حيهم حتى تتمكن الشرطة من اختراق محلتهم عند اللزوم


“الكاتب: محمود السيد الدغيم “
هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟ اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه ابدأاختبار تحليل الشخصية

أسئلة ذات صلة

لماذا وكيف
لماذا وكيف 
تاريخ السؤال 4/5/2015
لماذا وكيف
لماذا وكيف 
تاريخ السؤال 4/5/2015
لماذا وكيف
لماذا وكيف 
تاريخ السؤال 4/4/2015
لماذا وكيف
لماذا وكيف 
تاريخ السؤال 4/4/2015