من مكتشف خط الاستواء

الرئيسية / عام / من مكتشف خط الاستواء
black iris
black iris
2,348 مشاهدة مشاهدات اليوم 1

السؤال هو من مكتشف خط الاستواء

الاجابات (1)

Wise Man
Wise Man 
5/20/2015 في 6:32:57 AM

عام ١٧٣٥،‏ دارت مناقشة حامية في اكاديمية العلوم في باريس تناولت شكل الارض.‏ فمؤيدو نظرية اسحاق نيوتن قالوا ان الارض جسم كروي الشكل مفلطح قليلا عند القطبين.‏ اما مؤيدو نظرية كاسيني،‏ فاعتقدوا ان الارض مفلطحة عند خط الاستواء.‏

وهكذا،‏ أُرسلت عام ١٧٣٦ بعثتان لتحديد تقوُّس الارض.‏ فذهبت واحدة الى لاپلند،‏ باتجاه القطب الشمالي،‏ والاخرى الى ما يُعرف اليوم بالإكوادور،‏ اي الى خط الاستواء.‏* وأثبتت الابحاث ان مؤيدي نظرية نيوتن كانوا على حق.‏

وفي عام ١٩٣٦،‏ شُيِّد نصب تذكاري قرب كيتو عاصمة الإكوادور احياءً لذكرى مرور ٢٠٠ سنة على مجيء تلك البعثة الفرنسية.‏ وقد بُني على الخط الذي حدَّد العلماء الفرنسيون في القرن الثامن عشر موقعه على دائرة عرض صفر،‏ اي على خط الاستواء.‏ وحتى يومنا هذا،‏ يتقاطر عدد لا يُحصى من السياح لزيارة النصب،‏ الذي دُعي «وسط العالم».‏ فهناك،‏ بإمكانهم ان يقفوا فوق خط الاستواء ويضعوا في آن واحد قدما في النصف الشمالي من الكرة الارضية وأخرى في النصف الجنوبي.‏ ولكن هل هذا هو الواقع فعلا؟‏

لقد بيّنت اكتشافات حديثة ان موقع خط الاستواء يختلف قليلا عما كان يُعتقد سابقا.‏ والمذهل هو ان هذا الموقع الفعلي هو بالضبط ذاك الذي حدَّده السكان الاصليون الذين سكنوا المنطقة قبل قرون عديدة من مجيء العلماء الفرنسيين!‏ فكيف حصل ذلك؟‏

خط الاستواء الفعلي

عام ١٩٩٧،‏ اكتُشفت آثار بدت للوهلة الاولى قليلة الاهمية.‏ فقد اكتُشف جدار نصف دائري على قمة جبل كاتيكييّا الواقع قرب كيتو شمالا.‏ ومن خلال استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (‏GPS‏)‏ الذي يعتمد الاقمار الاصطناعية،‏ اتضح للباحث كريستوبال كوبو ان احد طرفي هذا الجدار يقع تماما على خط الاستواء الفعلي.‏*

ولم يكن بناء الجدار على خط الاستواء هذا محض صدفة.‏ فقد تبيّن ايضا ان الخط الذي يصل طرفي الجدار يشكل زاوية ٥‏,٢٣ درجة مع خط الاستواء،‏ وهذا الرقم قريب جدا من درجة مَيَلان محور الارض!‏* بالاضافة الى ذلك،‏ اكتُشف ان احد طرفي هذا الخط يواجه جهة شروق الشمس في الانقلاب الشتوي الذي يحدث في كانون الاول (‏ديسمبر)‏،‏ فيما يواجه الطرف الآخر جهة غروب الشمس في الانقلاب الصيفي الذي يحدث في حزيران (‏يونيو)‏.‏ ولم تكن هذه الاكتشافات آخر ما توصل اليه الباحثون.‏

فقد وضعوا مزواة (‏تيودوليت)‏ على قمة كاتيكييّا ولاحظوا ان أهرام كوتشاسكي التي تعود الى ما قبل عصر هنود الانكا شُيِّدت على طول خط يوافق اتجاه شروق الشمس عند الانقلاب الصيفي في حزيران (‏يونيو)‏.‏* والجدير بالملاحظة ايضا ان موقعا اثريا آخر يدعى پامباماركا بُني على خط يوافق اتجاه شروق الشمس عند الانقلاب الشتوي في كانون الاول (‏ديسمبر)‏.‏

فهل يمكن ان يكون كاتيكييّا قد استُخدم كمركز للرصد الفلكي؟‏ وهل شُيِّدت مواقع اخرى وفقا لحسابات فلكية اتت نتيجة هذا الرصد؟‏

اكتشافات مذهلة اخرى

عندما حُدِّد على خريطة موقع المزيد من الآثار التي بُنيت وفقا للحسابات الفلكية،‏ بدأ شكل الرسم يبرز تدريجيا ليسفر اخيرا عن نجم بثماني زوايا.‏ ويُرى شكل النجم هذا على القطع الخزفية القديمة.‏ وقد اعتُبر في احيان كثيرة مجرد رمز الى الشمس لأن سكان هذه المنطقة القدامى كانوا يقدِّمون لها العبادة.‏ كما بيّنت التحاليل ان عمر بعض اجزاء القطع الخزفية التي نُبشت في كاتيكييّا يبلغ الف سنة تقريبا.‏ وحتى يومنا هذا،‏ لا تزال قبائل السكان الاصليين تُدخل شكل نجم بثماني زوايا في حياكة الانسجة والثياب،‏ كما فعل اسلافهم على ما يبدو.‏ لكنّ الاهمية التي اعطاها هؤلاء الاسلاف لهذا الشكل ربما فاقت التصورات السائدة اليوم.‏

ويعمد مشروع كويتساتو،‏ تحت اشراف كوبو،‏ الى جمع براهين دامغة تشير الى الخبرة الفلكية التي تمتع بها السكان الاصليون الاوائل.‏* فقد تم حتى الآن نبش اكثر من ١٢ موقعا اثريا والعديد من المدن القديمة،‏ ووُجد ان مواقعها تتبع تماما خطوط النجم إذا ما رُسم على خط الاستواء بحيث يكون كاتيكييّا في وسطه.‏

والمدهش اكثر هو انه جرى توقع مكان تلك الخرائب.‏ فكيف حدث ذلك؟‏ في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٩،‏ اقترح مشروع كويتساتو اجراء حفريات في قطاع ألتاميرا في مدينة كيتو الواقع على طول احد الخطوط الشعاعية المنبثقة من كاتيكييّا التي تشكل في ما بينها زاوية ٥‏,٢٣ درجة.‏ فوُجدت مقبرة قديمة كبيرة،‏ بالاضافة الى العديد من القطع الخزفية التي يعود تاريخها الى حقبة الاستعمار،‏ عصر الانكاويين،‏ وعصر ما قبل الانكاويين.‏

كما ان بعض الخطوط الشعاعية المنبثقة من كاتيكييّا تمرّ عبر كنائس شُيِّدت في حقبة الاستعمار الاسباني.‏ يوضح كوبو ان حكومة ليما اصرت عام ١٥٧٠ ان تُبنى «كنائس،‏ اديرة،‏ كنائس صغيرة،‏ وصلبان على كل ‹الواكاس› وأماكن العبادة الوثنية التابعة للسكان الاصليين».‏ وما السبب؟‏

ذلك ان اماكن العبادة هذه كانت في نظر التاج الاسباني وثنية.‏ فدُمِّرت وبُنيت كنائس كاثوليكية مكانها.‏ وقد ساهم بناء الكنائس على انقاض معابد الشمس في هداية السكان الاصليين الى الكثلكة.‏

مثلا،‏ على احد الخطوط المنبثقة من كاتيكييّا تقع كنيسة سان فرانسيسكو في احد احياء كيتو القديمة الذي يعود الى ايام الاستعمار.‏ وقد شُيِّدت في القرن الـ‍ ١٦ على انقاض بناء يعود الى عصر ما قبل الانكاويين.‏ وصُمِّمت هندستها بحيث يدخل شعاع الشمس قبة الكنيسة اثناء شروقها عند الانقلاب الشتوي في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ويصيب مثلثا موجودا فوق المذبح.‏ وفيما تكمل الشمس مسارها،‏ يتقدم شعاعها نزولا خالقا وهجا مضيئا على وجه صورة دعيت «الله الآب».‏ ويحدث هذا الامر تماما عند الانقلاب الشتوي في شهر كانون الاول (‏ديسمبر)‏!‏ وقد صمِّمت كنائس اخرى ايضا بطريقة تتيح للشمس ان تقدم عروضها،‏ مما سهَّل هداية عباد الشمس من السكان الاصليين الى الكثلكة.‏
هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟ اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه ابدأاختبار تحليل الشخصية

أسئلة ذات صلة

سحر العيون
سحر العيون 
تاريخ السؤال 5/16/2015
black iris
black iris 
تاريخ السؤال 5/16/2015
Lovely Lady
Lovely Lady 
تاريخ السؤال 5/16/2015
الورده البيضاء
الورده البيضاء 
تاريخ السؤال 5/16/2015
UnKnown
UnKnown 
تاريخ السؤال 16/09/2017