ماهو وجه الشبه بين العلم والتقنية

الرئيسية / عام / ماهو وجه الشبه بين العلم والتقنية
اللهم ارزقني الجنة
اللهم ارزقني الجنة
4,849 مشاهدة مشاهدات اليوم 1

السؤال هو ماهو وجه الشبه بين العلم والتقنية

الاجابات (1)

اميره من يومي
اميره من يومي 
8/25/2015 في 11:53:27 PM

تحليل نص ألكسندر كويري:

- النص:

النظرية والتطبيق

«من المؤكد فعلا أن دور العلم في المجتمع الحديث قد تضاعف بشكل مستمر خلال القرون الأخيرة، وأن العلم أصبح يمثل في هذا المجتمع موقعا من السعة بمكان، إذ بدأ يتحول إلى موقف مهيمن. ومن المؤكد أيضا أن العلم أصبح يشكل عاملا يكتسي أهمية كبيرة جدا، وربما عاملا حاسما من عوامل التاريخ. ولا يقل عن ذلك تأكيدا أن صلته بالعلم التطبيقي هي أكثر من كونها صلة وطيدة: فالمعامل هي التي تشكل بالنسبة للفيزياء النووية وسائلها الكبرى، ومعاملنا الأوتوماتيكية ليست سوى نظرية مجسدة، كما هو الشأن بالنسبة لعدد كبير من أشياء حياتنا اليومية، بدءا من الطائرة التي تنقلنا وانتهاء بمكبر الصوت الذي يمكننا من إسماع أصواتنا. (...)
غير أن هذا التفاعل بين النظرية والممارسة واختراق الأولى للثانية، والعكس بالعكس أيضا، والبناء النظري للحل الخاص بالمشاكل العملية (...) كل هذا فيما يبدو لي لا يعدو أن يكون ظاهرة حديثة في جوهرها، بحيث إن العصور الوسطى لا تمدنا في هذا الصدد (إن كان فعلا بإمكانها ذلك) سوى بأمثلة قليلة، هذا إذا تركنا جانبا اختراع الساعة الشمسية واكتشاف أرخميدس للمبدإ الذي يحمل اسمه. أما التقنيات القديمة، فنحن ملزمون بقبول كونها شيئا آخر غير العلم التطبيقي، وذلك حتى في اليونان القديمة نفسها. ومهما بدا لنا هذا مدهشا، فمن الممكن أن نشيد معابد وقصورا، بل وكاثدرائيات، وأن نقوم بحفر قنوات، ونشيد جسورا، ونطور صناعة المعادن وصناعة الخزف دون أن نمتلك في كل ذلك معرفة علمية، أو دون أن نمتلك سوى شذرات من تلك المعرفة. إن العلم ليس ضروريا لحياة مجتمع ما، ولا لتطور ثقافة ما، ولا أيضا لبناء دولة أو حتى لإقامة إمبراطورية ما.
إن ما ينبغي لنا الاعتراف به، هو أن النظرية لا تؤدي على نحو مباشر على الأقل، إلى التطبيق. وأن التطبيق بدوره لا تتولد عنه النظرية بشكل مباشر، بل غالبا ما يحدث العكس أن يبعدنا التطبيق عن النظرية. فليس المصريون القدامى الذين كانوا يشتغلون بقياس الأراضي –وكان عليهم قياس حقول وادي النيل- هم الذين اخترعوا الهندسة، وإنما الإغريق الذين لم يكن عليهم قياس أي شيء يستحق أن يقاس. فلقد اقتصر الأولون في عملهم على وصفات فقط، كما أن البابليين الذين كانوا يعتقدون في علم التنجيم، وكانوا بذلك في حاجة إلى امتلاك القدرة على حساب مواقع الكواكب والتنبؤ بها، ليسوا هم الذين عملوا على بلورة نظام حركات الكواكب، وإنما الإغريق من جديد، والذين لم يكونوا يعتقدون في ذلك.»

تحليل النص:

ملاحظة: البنية المفاهيمية والأفكار والأساليب الحجاجية الواردة أسفله سجلناها في السبورة على شكل جدول من ثلاث خانات؛ فكنا نقرأ جمل النص وفقراته ثم نناقش المعطيات المتضمنة فيها، ونسجلها في الخانة المناسبة. وحينما نمر على كل جمل النص، نغلق الجدول لكي نستخلص بعد ذلك أطروحة النص ثم إشكاله، لتبقى لحظة المناقشة هي آخر خطوة نقوم بها، مع العلم أن بعض عتاصر هذه المناقشة نكون قد أشرنا إليه أحيانا في لحظة التحليل نفسها.


1- المفاهيم وبنيتها العلائقية:

* العلم التطبيقي: هو العلم الذي يرتبط بالممارسة التجريبية، وتنبثق عنه اختراعات وآلات تقنية.
* العلاقة بين مفهومي النظرية والممارسة:
هناك تفاعل بين ما هو نظري وما هو تقني في العصر الحديث.
* العلاقة بين مفهومي التقنيات القديمة والعلم التطبيقي:
التقنيات القديمة ليست وليدة الأبحاث العلمية النظرية، ولذلك فهي تختلف عن العلم التطبيقي الذي يكون ذا صلة وطيدة بالعلم النظري.
* العلاقة بين مفهومي النظرية والتطبيق:
النظرية هي إبداع فكري وعقلي، ولذلك فهي لا تؤدي بالضرورة وبشكل مباشر إلى التطبيق العملي. كما أن هذا الأخير لا يكون متولدا بالضرورة عن النظرية العلمية. وهذا يعني أن النظرية هي نتاج لمقتضيات فكرية ومناهج عقلية خاصة بالعلماء، كما أن التطبيق التقني قد يتطور انطلاقا من أسباب داخلية تخص التقنية في ذاتها، ولا علاقة مباشرة لها مع الأبحاث العلمية النظرية الخالصة.

2- الأفكار والوحدات الأساسية:

- أصبح العلم مهيمنا في المجتمعات الحديثة، وأضحى يلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان.
- أكد صاحب النص على العلاقة الوطيدة بين العلم والتقنية؛ فالأبحاث النظرية لا تكون لها قيمة إلا حينما تنبثق عنها اختراعات تقنية يستفيد منها الإنسان في حياته.
- هناك تفاعل واختراق متبادل بين العلم والتقنية، أو بين النظرية والممارسة؛ حيث أن ما هو تقني وتطبيقي هو حصيلة للأبحاث العلمية النظرية، وهذه الأبحاث الأخيرة بدورها لا يمكن أن تتم بدون الاعتماد على الآلات والاختراعات التقنية.
- إن العلاقة المتشابكة والوطيدة بين العلم والتقنية هي ظاهرة تميز العصر الحديث، ولا نجدها في العصور القديمة إلا على نحو نادر، مثلما الأمر بالنسبة لاختراع الساعة الشمسية.
- في القديم كانت معظم التقنيات منفصلة عن البحث العلمي النظري، أما في العصر الحديثة فإننا نتحدث عما يسمى بالعلم التطبيقي؛ أي ارتباط التقنية بالعلم.
- بالرغم من ارتباط العلم بالتقنية، فإننا مع ذلك يمكن أن نقوم ببعض الممارسات التطبيقية دون أن تكون نتاجا لأبحاث علمية نظرية. وهذا ينطبق مثلا على تشييد المعابد والقصور، وحفر القنوات وبناء الجسور.
- رأى صاحب النص أن العلم ليس ضروريا لحياة المجتمعات؛ فقد يتم تطوير الثقافة وبناء الدولة دون الاعتماد على العلم النظري الدقيق (الفيزياء، البيولوجيا، الرياضيات..)، لأننا نحتاج في ذلك فقط إلى خبرة الإنسان العملية.
- لا توجد علاقة مباشرة بين النظرية والتطبيق داخل مجال العلوم الدقيقة أو الحقة، ذلك أن الأبحاث النظرية لا تستهدف في البداية وعلى نحو مباشر المنفعة أو التطبيق العملي.
- النظرية بدورها ليست لما هو تطبيقي، بل يتم إبداعها انطلاقا من شروط وضوابط علمية خاصة. فالنظرية العلمية قد تكون نتاجا للعقل الخالص (إنشتين)؛ كما أنها وليدة العلم النظري وليست وليدة التطبيق والممارسة.

3- الأساليب الحجاجية ووظائفها في النص:

- أسلوب التأكيد: (من المؤكد.. ومن المؤكد أيضا)
← التأكيد على دور العلم في المجتمع الحديث، وعلى أهميته الكبرى في تحقيق تطور الحضارة البشرية.
- أسلوب التأكيد مرة أخرى: (ولا يقل عن ذلك تأكيدا..)
← التأكيد على العلاقة القوية بين العلم والتقنية.
- أسلوب المثال: (مثال المعامل الأوتوماتيكية، ومثال الطائرة ومكبر الصوت)
← وقد أراد صاحب النص التأكيد من خلال هذه الأمثلة على فكرة أن العلم النظري يتجسد من خلال الآلات والاختراعات التقنية.
- أسلوب التوضيح: توضيح العلاقة التفاعلية والجدلية بين النظرية والممارسة، بين العلم والتقنية.
- أسلوب المثال مرة أخرى: (مثال اختراع الساعة الشمسية)
← ووظيفته هو تبيان أنه بالرغم من أن علاقة العلم بالتقنية هي ظاهرة حديثة، فإننا لا نعدم أن نجد حالات في العصور القديمة يظهر فيها أن اختراعا ما هو نتيجة لبحث علمي نظري.
- أسلوب التأكيد مرة أخرى: (وذلك حتى في اليونان)
← التأكيد على أن التقنية في الغالب كانت منفصلة عن العلم حتى في بلاد اليونان القديمة التي عرفت نوعا من الازدهار في مجال البحث العلمي النظري.
- أسلوب المثال: (المعابد والقصور وحفر القنوات..)
← من أجل توضيح كيف أن التقنية ممكنة أحيانا بدون علم نظري.
- أسلوب التأكيد من جديد: (إن ما ينبغي لنا..)
← يؤكد صاحب النص على أنه لا توجد علاقة مباشرة بالضرورة بين النظرية والتطبيق (التقنية)، بل إن ما هو تطبيقي قد يبعدنا أحيانا عما هو نظري.
- أسلوب المثال: (المصريون القدامى)
← وظيفة هذا المثال هو تبيان انفصال الممارسة التطبيقية أحيانا عن النظرية (العلم النظري)؛ حيث أن المصريين القدامى كانوا يقيسون الأراضي والحقول المحادية لوادي النيل دون أن يحتاجوا في ذلك إلى الهندسة التي هي علم نظري من ابتكار الإغريق.
- أسلوب المثال: (البابليون)
← وظيفة هذا المثال هو تبيان إمكانية الممارسة والتطبيق دون الاستناد على العلم النظري؛ فقد كان البابليون يمارسون علم التنجيم ويقيسون مواقع النجوم والكواكب ويتنبؤون بها، لكن مع ذلك لم يكونوا يمتلكون العلم النظري المتعلق بحركتها. وهذا يدل على إمكانية حصول التطبيق والممارسة دون أن يكونا نتيجتين مباشرتين للعلم النظري.

4- أطروحة النص:

لقد أصبح العلم مسيطرا على حياة المجتمعات البشرية الصناعية في العصر الحديث، وأضحت له علاقة وطيدة بالتقنية. لكن التأمل في حياة الشعوب القديمة يجعلنا ندرك أن بإمكان التقنية أن تحصل دون أي ارتكاز على العلم النظري، كما يمكن لهذا الأخير أن يتم دون أن تنجم عنه أي اختراعات تقنية.

5- إشكال النص:

كيف تتحدد علاقة العلم بالتقنية في العصور القديمة وفي العصر الحديث؟ وهل التقنية هي وليدة العلم النظري؟ وهل يمكن وجود تقنية بدون علم نظري؟ وهل يمكن الحديث عن علم نظري خالص لا تنبثق عنه مباشرة أية اختراعات أو آلات تقنية؟

6- مناقشة النص:

أ- مستوى التثمين:

- نؤكد مع صاحب النص أن مختلف الاختراعات وآلات التقنية هي نتيجة للأبحاث العلمية النظرية.
- يمكن الذهاب مع صاحب النص إلى أن مختلف تقنيات العصور القديمة هي بالفعل وليدة الخبرة العملية فقط، وليست نتاجا للعلم النظري.
- يبدو فعلا، حسب ما جاء في النص، أن بناء الدولة وتطوير الثقافة لا يحتاج إلى الأبحاث النظرية في مجال العلم الدقيق.
- على العموم تكمن قيمة النص في محاولته الكشف عن العلاقة الملتبسة بين العلم والتقنية، سواء في العصور القديمة أو في العصر الحديث. وبالرغم من إمكانية انفصال واستقلال أحدهما عن الآخر أحيانا، فإنه مع ذلك لا يسعنا إلا أن نؤكد على أهمية الدور الكبير الذي لعبه العلم النظري في ابتكار الكثير من التقنيات في العصر الحديث.

ب- مستوى النقد:

- ليست التقنية دائما نتيجة للعلم، بل أصبح للتقنية منطقها الذاتي والمستقل، بحيث تتناسل داخليا فتنبثق عن تقنية ما تقنية أخرى، وعن هذه أخرى وهكذا دواليك.
- يمكن الحديث أيضا عن ممارسات واختراعات في مجال التقنية في العصر الحديث والمعاصر –وليس في القديم فقط- هي الأخرى ليست نتيجة مباشرة للبحث العلمي النظري.
- إذا كان بناء الدولة وتطوير الثقافة لا يحتاج إلى العلم النظري الدقيق، فهو يحتاج إلى نظريات ودراسات فكرية في مجال العلوم الاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية، كما يستلزم أبحاثا في مجال الدين والأدب والتراث وغير ذلك.
هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟ اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه ابدأاختبار تحليل الشخصية

أسئلة ذات صلة

نورهان
نورهان 
تاريخ السؤال 24/03/2016
البدوي
البدوي 
تاريخ السؤال 6/16/2015
ابو زيد
ابو زيد 
تاريخ السؤال 26/09/2016
16,388 مشاهدة
كوثر اسماعيل
كوثر اسماعيل 
تاريخ السؤال 25/09/2016
16,388 مشاهدة