ما هي مظاهر الاحسان في حياتنا اليومية

الرئيسية / عام / ما هي مظاهر الاحسان في حياتنا اليومية
ابو زيد
ابو زيد
2,328 مشاهدة مشاهدات اليوم 1

السؤال هو ما هي مظاهر الاحسان في حياتنا اليومية

الاجابات (1)

الابتسامه
الابتسامه 
1/10/2017 في 10:06:33 PM

أن يحسن الإنسان إلى نفسه بإفراد العبادة لله تعالى مخلصاً له الدين، فلا رياء ولا سمعة، أن يحسن الإنسان علاقته مع ربه بمراقبته في السر والعلن، إذا كان في السر ألا يظن أنه فات الرقيب أو غاب عنه.

قال الشاعر أبو العتاهية:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل ** خلوت ولكن قل: علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما مضى** ولا أنَّ ما يخفى عليه يغيب

والإحسان إلى أهل بيتك، بالعطف عليهم وإدخال السرور على قلوبهم، ولو بالابتسامة ثم الهدية ثم العشرة ثم الحسنة من المعاملة الحسنة ولين الجانب حتى يصبح البيت روضة من رياض جمال الخُلق ومحاسنه.

وقد روت لنا كتب الأخبار أن المأمون بن هارون الرشيد قد أمر بغدائه وكان إلى جانبه ولد له صغير فجاءته الجارية بسيخ لحم شواء حار تمسكه بمنديل كي لا يحرق يدها، فلما وقفت إلى جوار الخليفة فوق رأس الغلام وقع السيخ من يدها على رأس الغلام فاحترق ومات، روعت الجارية، فأسرعت تقول: يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]. فقال: كتمت غيظي. فقالت: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]". فقال الخليفة: عفوت عنك. فأردفت قولها: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134] فقال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله.

فمن أزعجك بكلمة، أو تنقص قدرك في فعل فأحسن إليه بالعفو عنه قال الله تعالى: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].

(والإحسان ضد الإساءة، وهو الإخلاص في العمل والإتيان به على أتم وجه دون رياء أو سمعة.

والمسلم لا ينظر إلى الإحسان على أنه خلق فاضل يجمل التخلق به فحسب، بل ينظر إليه على أنه جزء من عقيدته وعامل مهم في إسلامه، إذ إن مراتب الدين ثلاثة وهي: الإيمان والإسلام والإحسان ز يوضح ذلك سؤال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلاموالإحسان فقال عليه السلام في الحديث المشهور في تعريفه الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وقال عقب انصراف جبريل: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمور دينكم، فسمى الثلاثة ديناً.

والإحسان يختلف معناه وتتعدد صوره في باب العبادات والمعاملات.

أما في باب العبادات؛ فهو أن تؤدي العبادة أياً كان نوعهامن صلاة وصيام وزكاة أو غيرها، أداء صحيحاً باستكمال شروطها وأركانها واستيفاء سننها وآدابها وهذا ما لا يتم للعبد إلا إذا كان حال أدائه للعبادة يستغرق في شعور قوي بمراقبة الله عز وجل حتى لكأنه يراه تعالى ويشاهده، فبهذا وحده يمكنه أن تسحن عبادته وأن يتقنها فيأتي بها على الوجه المطلوب والصورة الكاملة لها.

أما في باب المعاملات؛ فيراد به المعاملة الحسنى لجميع الناس؛ فمع الوالدين ببرهما، طاعتهما وإيصال الخير إليهما وكف الأذى عنهما والدعاء والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما إلى غير ذلك من وجوه البر لهما، وأما مع الأقارب فهو رحمتهم والعطف عليهم وفعل ما يجمل فعله معهم وترك ما يسيء إليهم أو يقبح فعله معهم.

ومع اليتامى بالعطف عليهم والرحمة بهم والمحافظة على أموالهم وصيانة حقوقهم أو رعايتهم وتأديبهم وترك أذاهم وعدم قهرهم.

المساس بكرامتهم فلا يحتقرون ولا يُنالون بسوء أو يمسون بمكروه.

وهو كذلك لابن السبيل بقضاء حوائجه وصيانة كرامته وهدايته إن ضل، وهو للخادم، صيانته بإعطائه أجره قبل أن يجف عرقه والبعد عن تحميله ما لا يطيق، واحترام شخصيته.

وهو أيضاً للحيوان؛ بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض وعدم تكليفه ما لا يطيق وبالرفق به وإراحته من التعب)[1].

وقد جاء في الموسوعة الميسرة في التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تحت عنوان عفو وإحسان:
(هناك من الناس طائفة إذا ظُلمت نرد الصاع صاعين، وطائفة أخرى ترد بالمثل أخذاً وعطاء، ولكن هناك أفراداً معدودين يتعاملون بالحسنى والإحسان ن فإذا ظُلموا غفروا وإذا أوذوا صبروا وإذا مُنعوا أعطوا وإذا قُطعوا وصلوا، وهكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم، إنه يحكي عن نفسه أن تلك الأخلاق إنما هي أوامر ربانية قد أٌمر بها من ربه كما في قوله (أُمرت أن أعطي من حرمني وأن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني).

لقد وصل بمحمد صلى الله عليه وسلم تطبيق تلك الصفات حتى إنه كان يرى بعينيه قاتلة عمه المحبب إلى قلبه، حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه التي تآمرت عليه حتى قتلته، ثم مثلت به بعد موته، جاءته تعلن إسلامها، فإذا بمحمد صلى الله عليه وسلم يعفو عنها ويغفر إساءتها ويعتدها أختاً له في الدين ويبشرها بأن الإسلام يهدم ما قبله. فأي قلب يتحمل هذا؟)[2].

أمره صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الحيوان:
أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الحيوان والرفق به، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بينما رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من شدة العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني، نزل البئر فملأ خفه فأمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له) حينها سأله أصحابه رضوان الله عليهم هذا السؤال: وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال صلى الله عليه وسلم (في كل ذات كبد رطبة أجر)[3].

الإحسان إلى الحيوان في السفر:
كان الحيوان يمثل وسيلة السفر لدى العرب آنذاك، لذا أكد محمد صلى الله عليه وسلم ألا يكون ذلك سبباً في إرهاقه والإساءة إليه، وأكد على من يركب الدابة في السفر أن يحسن إليها، ومن مظاهر ذلك الإحسان:
أنه علم أصحابه رضوان الله عليهم إذا نزلوا في السفر ألا ينشغلوا بالصلاة حتى ينزلوا الرحال عن الدواب.

ولأن الدابة كانت تتغذى من الطريق، فقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم من يركبونها بأن يراعوا ذلك، فحين يسيرون في طريق خصب فلا يسرعوا حتى تأخذ الدابة حقها من الأكل، وحين يسيرون في طريق مجدبة لا تجد فيها الدابة ما تأكله، عليهم أن يسرعوا في المسير.فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا)[4].

النهي عن إيذائه:
تنوعت صور الإيذاء والإساءة للحيوان لدى العرب، فنهى محمد صلى الله عليه وسلم عن تلك الصور والممارسات السيئة، نجد في سيرته صلى الله عليه وسلم النهي العام عن الإساءة للحيوان، ليشمل ذلك كل ما يستجد من صور الإساءة، كما نجد في سيرته النهي عن صور محددة كانت منتشرة لدى العرب أنذاك، ومن النهي العام عن إيذاء الحيوان نهيه صلى الله عليه وسلم عن التمثيل به؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(لعن الله من مثَّل بالحيوان)[5].

ومن الصور المحددة التي نهى عنها محمد صلى الله عليه وسلم:
• والوسم في الوجه. فعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقاللعن الله الذي وسمه)

• ومنها: أنهم كانوا يستخدمون الحيوان هدفاً حين يتعلمون الرماية فنهاهم عن ذلك، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً).

وكان محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فرأى أحدهم طائراً له فرخان فأخذهما فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فعن ابن مسعود قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأينا حمَّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها).

لا تنتهي الرحمة بالحيوان لدى محمد صلى الله عليه وسلم عند الحياة، بل يؤكد على رعاية ذلك عند ذبحه، فيأمر صلى الله عليه وسلم بأن يحسن إليه الإنسان الذبح، فعن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته).

ومن صور الإحسان إلى الحيوان حين ذبحه ألا يرى الحيوان آلة الذبح[6].

عرفنا صوراً من الإحسان، من المقام بين يدي الله تعالى وهو أعلاها وأكرمها وأشرفها، ويندرج تحتها الإحسان إلى من ظلمك، وقطعك، وأراد تنقصك، وقد رفعك الإحسان إلى ألا تعامله بالمثل.

ولا شك أن هذه الصفة، صفة الإحسان في التعاملات، تشق على النفوس الضعيفة، والإسلام يرفع هذه النفوس بهذه الصفةفيشعر المحسن بالاستعلاء على الذات في قهر عوامل ضعفها، بطاعة الله تعالى، وعظم الثواب يكون على عظم المشقة، فبهذه الصفة يعلو المسلم إلى أعلى درجة من درجات الرقي في سلم الأخلاق.


هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟ اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه ابدأاختبار تحليل الشخصية

أسئلة ذات صلة

UnKnown
UnKnown 
تاريخ السؤال 08/05/2017
ابو زيد
ابو زيد 
تاريخ السؤال 14/09/2016
FeFe
FeFe 
تاريخ السؤال 9/14/2016