ما هي خصائص الخطبة

السؤال هو ما هي خصائص الخطبة

أ- خصائصها في ألفاظها : ألفاظ الخطابة سهلة جزلة، بعيدة عن التعقيد اللفظي والمعنوي، إذ أن العبارة الرائقة، تساهم في تحصيل ثمرة الخطابة، حيث يصل الخطيب بها إلى إقناع الناس من أقرب طريق. اقرأ كلام النبي ^ في خطبة الوداع، تجد السلاسة والعذوبة ومنها: «أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها»( ). ب- خصائصها في موضوعاتها : تمتاز الخطابة في موضوعاتها، بمناسبتها لحال الجماهير، حيث تخاطب عواطفهم، وتناقش ما يشغل بالهم، وتقدم الحلول لمشكلاتهم، ليجد فيها الناس متنفسهم، ويحصلوا منها على ما يقنعهم ويشفيهم. أما حين يجنح الخيال بالخطيب، فيخاطب الناس في موضوع لا يشغلهم ولا يحتاجونه، أو هو واقع خارج دائرة عقولهم، فذلك يخرج بالخطابة عن ميزتها، ويجردها من فائدتها، ويجعلها مثل الشعر في خيالاته وتصوراته، و يقيم حاجزا نفسيا بين المستمعين والخطبة، كمن يتحدث وسط العوام عن خطر الابتعاث إلى الخارج….. أو من يدعو الفقراء العاطلين عن العمل والكسالى عن السعي، إلى الزهد في الدنيا. ومن خصائصها في موضوعاتها، أنها لا تعرف موضوعا واحدا، بل موضوعها الحياة كلها بما فيها من علوم، وفنون، ومهن، وحوادث. يقول الشيخ أبو زهرة- رحمه الله-: لا شيء -حقيرا كان أو جليلا، معقولا أو محسوسا- إلا ويدخل تحت حكمها، ويخضع لسلطان لسانها، ومن ثم على الخطيب أن يكون له إلمام بكل صنف من المعارف، بل ينبغي له أن يوسع كل يوم مداركه، فإن كل مسألة عامة، أولها صلة بشأن عام، يصح أن تكون موضوع الخطابة كحب الوطن، وإقامة العدل والنظام، وتسكين الفتن، والتمسك بالفضيلة، وغير ذلك، بل من المسائل الخاصة ما هو موضوع للخطابة كالخصومات، فإن المحاكم ميدان للخطابة… وإن كان الناس قد اصطلحوا على الخطابة في موضوعات وجعلوها أقساما وأنواعا»( ). ت- خصائصها في أسلوبها : الخطابة لا تعرف شكلا واحدا من الأساليب، وإنما يختلف أسلوبها تبعا لتنوع الجمهور المتلقي، لذلك كانت الخطابة في الصفوة من المثقفين، ذات أسلوب رفيع، وبلاغة عالية، وطريقة في العرض خاصة، ولا مانع من التقسيمات العلمية والتعليق عليها. وخطاب العوام، له أسلوب سهلٌ قريب التناول، ليست فيه التقسيمات العلمية والمصطلحات الفنية. وخطاب الجمهور، الخليط من المتعلمين والعوام «وأنصاف المتعلمين» يحرص فيه الخطيب على الممازجة بين الأمرين، ليرضي أذواقهم، ويسيطر على عاطفتهم. ث- خصائصها في معانيها : معاني الخطابة ينبغي أن تكون مفهومة للجمهور، واضحة جلية، يبينها الخطيب بحيث تدركها الأفهام بلا عناء، لهذا تبتعد الخطابة عن الإغراق في المعاني، أو التقعر فيها، أو الجنوح فيها إلى الخيال. ج‍- خصائصها في الإقناع : الإقناع في الخطابة لازمة من لوازمها بل غرضها الأساسي الذي تدور حوله وتسعي له، وهو، في الخطابة، أيسر وأقرب في الإقناع من غيرها من فنون القول المختلفة، لأن الخطابة حرة لا تلتزم وزنا ولا قافية كالشعر، ولا تلتزم المصطلحات الجافة كالعلوم المختلفة، ولا تُغْرق في التقسيمات الفلسفية، بل هي تعتمد على وسائل عديدة في الإقناع كالاستفهام، والإنكار، والتقرير، والمشاهدات البدهية لدي المستمع، والقسم، والنداء، والتمني، والقصة، والمثل، وغير ذلك. لذا كان جمهورها أكبر، وميدانها أرحب وأوسع.