ما الفرق بين المعرفة والعلم

السؤال هو ما الفرق بين المعرفة والعلم

الفرق بين العلم والمعرفة
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ : ﺃﻭﻻ : ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ : ﻓﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ : ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﺘﻔﻜﺮ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﻷﺛﺮﻩ . ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ : ﻋﺮﻓﺖ ﻛﺬﺍ ؛ ﺃﻱ : ﺃﺻﺒﺖ ﻋﺮﻓﻪ } ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺗﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺎﺀ ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ : ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ { ، ﺃﻭ ﻣﻦ : ﺃﺻﺒﺖ ﻋﺮﻓﻪ } ﺑﻀﻢ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺗﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺎﺀ ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ : ﺧﺪﻩ { . ﻭﺿﺪﻩ : ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ؛ ﻓﻬﻮ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﺠﻤﻼ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﻭﺿﺪﻩ : ﺍﻟﺠﻬﻞ . ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺘﻔﻜﺮ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﻵﺛﺎﺭﻩ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ . ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : 1 - ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﺬﺍ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻢ ﻗﺎﺻﺮ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ . 2 - ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻓﻼﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ [ ﻣﺘﻌﺪﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻭﺍﺣﺪ] ، ﻟﻜﻦ ﻳﺠﻮﺯ : ﻓﻼﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﻏﻔﻮﺭﺍ ... ﺇﻟﺦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻌﻮﻟﻴﻦ . 3 - ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻓﻼﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻷﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺁﻻﺋﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻭﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﻴﺘﻮﺻﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﺑﺪﻳﻌﺎ ﺣﻘﻴﻘﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﺣﺪﻩ . ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : 1 - ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ . ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ ، ﻓﺘﻘﻮﻝ : ﻋﺮﻓﺖ ﺃﺑﺎﻙ ( ﺫﺍﺕ ) ﻭﻋﻠﻤﺘﻪ ﺻﺎﻟﺤﺎ (ﺣﺎﻝ ﻭﺻﻔﺔ ) ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : } ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ { ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻭﺗﻨﺰﻩ - ؛ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﻻ ﺗﺤﻴﻄﻪ ﺍﻷﻓﻬﺎﻡ . 2 - ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ : ﻋﻠﻤﺖ ﺯﻳﺪﺍ . ﻓﺈﻧﻚ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﺪ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺐ ﺷﻴﺌﺎ ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻤﺘﻪ ؛ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﻣﺨﻠﺺ ﺃﻭ ﺧﺎﺋﻦ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﻤﻔﻌﻮﻝ } ﻋﻠﻢ { ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ . ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ : ﻋﺮﻓﺖ ﺯﻳﺪﺍ . ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ . ﺃﺧﻴﺮﺍ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ : ﻋﻠﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻔﺼﻼ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻣﺠﻤﻼ ؛ ﻣﺜﺎﻝ : ﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ }ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ { ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ }ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ { ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﺎﻝ : ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻢ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔالفرق بين العلم والمعرفة