من هو ابن الناطور
الرئيسية /
عام /
من هو ابن الناطور
الاجابات (1)
قصة ابن الناطور. و كان ابن الناطور، صاحب ايلاء و هرقل سقف على نصار الشام ، يحدث أن هرقل حين قدم ايلاء أصبح يوما خبيث النفس. كان ابن الناطورأميرا على ايلاء و في نفس الوقت سقفا على نصارى الشام . و حيث كانت ملوك النصارى في القرون الوسطى يخضعون للكنيسة لجمعها بين السلطتين الدينية و المدنية ، كان هرقل خاضعا له و تابعا و كان في نفس الوقت صديقا له ، فكان ابن الناطور بهذه الصفات مطلعا على أسرار النصارى عالما بحقائق أخبارهم ، لقيه الزهري بدمشق زمن خلافة عبد الملك بن مروان فسمع منه هذا الحديث . فنجد هنا خاصية أخرى للبخاري في صحيحه و هو تخريج الحديثين في سياق واحد اذا اتحدا رواية و موضوعا ، كما كان يجزئ الأحاديث بحسب ما تقتضيه ترجمة الباب الذي أخرج فيه . فقصة ابن الناطور لم يروها ابن عباس عن أبي سفيان . حين قدم ايلاء حاجا لكنيسة القيامة بعد انتصاره على الفرس كما بشر بذلك القرآن و اخراجهم من بلاده ، و كان ذلك في السنة التي اعتمر فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرة الحديبية ، فبلغ المسلمون نصر هرقل على فارس ، ففرحوا بذلك لأن هذا النصر مقترن به البشارة بفتح مكة لقوله تعلى يومئذ يفرح المؤمنون* بنصر الله * أصبح هرقل خبيث النفس مهموما ، مغموما لما رآه في منامه ، و لقد نهينا نحن المسلمين أن نكون كذلك لقوله صلى الله عليه و سلم لا يقولن أحدكم خبثت نفسي . – فقال بعض بطارقته "قد استنكرنا هيئتك" اذ ظهر عليه همه و غمه لشدة ما كان مهموما – و كان هرقل جزاء ينظر في النجوم يتكهن بقراءة الغيب من مواقع النجوم أو القاء الشياطين لأن الجزاء هو الكاهن الذي يعتمد على الشياطين ، و كان ذلك ذائعا شائعا في الجاهلية الى أن أظهر الله الاسلام فانكسرت شوكة الجزائين و نظار النجوم ، و أنكر الاسلام الاعتماد عليهم ، قال الله تعالى على لسان الجن و انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا* أي طلبنا ولوغ السماء لاستراق كلام أهلها فوجدنا الملائكة الكثيرين قد ملؤوها يحرسونها منا و وجدنا الشهب المحرقة التي يقذف بها المقتربون منها . و انا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * أي كنا قبل بعثة محمد نطرق السماء لنستمع الى أخبارها فنلقي بها الى الكهان ، أما الآن فمن يحاول استراق السمع يجد الشهب له بالمرصاد فتحرقه و تهلكه ./ . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذب المنجمون و ان صدقوا ، و مع هذا فان في اليهود و النصارى من الى يوم الناس هذا لا يزالون يحاولون استحضار الأرواح و التكهن و قراءة الغيب بطرق مختلفة في النجوم و في الأزلام . قال لهم حين سألوه اني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة؟ من المعلوم أن المنجمين قالوا بمقتضى حسابهم أن المولد النبوي يكون في مطلع القرن السادس بقران العلويين أو العلوتين ببرج العقرب ، و هما يقترنان كل عشرين سنة مرة الى أن تستوفي المثلثة بروجها في ستين سنة فكان ابتداء العشرين الأولى المولد النبوي في القران المذكور ، و عند تمام العشرين الثانية مجيء جبريل عليه السلام بالوحي و عند تمام الثالثة فتح خيبر و عمرة الحديبية التي جرت فتح مكة و ظهور الاسلام . ففي تلك الأيام رأى هرقل ما رأ ى . و من جملة ما ذكره المنجمون أن برج العقرب مائي ، فهو دليل ملك الذين يختتنون لأن المراد من ينتقل الملك اليه لا من انقضى ملكه . فان قيل كيف يسوغ للبخاري ايراد هذا الخبر المشعر بتقوية أمر المنجمين و الاعتماد على تكهناتهم . قيل انما قصد البخاري أن يبين أن الاشارات بالنبي صلى الله عليه و سلم جاءت من كل طريق على لسان الكهان و المنجمين و غيرهم من مبطلين و محقين من الانس و الجن ، و هذا من أبدع ما يشير اليه عالم ، فدل نظر هرقل في النجوم أن ملك الختان قد غلب . و هو كما رأى اذ في تلك الأيام كان ابتداء ظهور الاسلام حيث صالح الكفار في الحديبية و هي أول مرة و آخرها يقبلون كف حربهم للمسلمين لمدة عشر سنوات و أنزل الله قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله ءامنين ، محلقين رؤوسكم و مقصرين لا تخافون ، فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا و قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا اذ كان سبب فتح مكة نقض قريش عهد الحديبية ، و تبع فتح مكة غزوة هوازن ، و الوفود الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يبق بالجزيرة العربية شبر الا كان تحت حكم الاسلام ، و بداية الظهور ظهور . قالوا ليس يختتن الا اليهود فلا يهمنك شأنهم و اكتب الى مدائن ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود ذاك أن التاريخ كما يقال يعيد نفسه . فقد ذكرت الأخبار أنه لما بلغ فرعون ذروة القوة و ادعى الألوهية و أمر الناس بعبادته حيا و ميتا ، رأى في المنام أنه سيولد لبني اسرائيل ولد ذكر يكون على يده ضياع ملكه ، فأمر بذبح كل ولد ذكر يولد لهم و استحياء البنات ، و ما قدر بنو اسرائيل على رد هذا العدوان . في هذه الظروف القاسية ولد موسى عليه السلام ، و أراد الله أن يتم قضاءه المحتوم بأن يورث بني اسرائيل ملك فرعون و يقيم للإنسانية الدليل أنه لا مرد لقضاء الله . و خافت أم موسى على ولدها فأوحى الله اليها بوضعه في تابوت و القائه في النيل . ففعلت . فالتقطه فرعون . فلما رآه أحبه و استبقته زوجته و استوهبته منه فوهبه لها . و ترعرع موسى في قصر فرعون ترضعه أمه ثم كبر ثم أرسل الى فرعون الذي كان هلاكه على يديه . قال تعالى ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أيمة و نجعلهم الوارثين* و نمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون*( قصص 5/6) ، و قال كم تركوا من جنات و عيون * و زروع و مقام كريم*و نعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك و أورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء و الأرض و ما كانوا منظرين*و لقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين * من فرعون ، انه كان عاليا من المسرفين *( الدخان 24/30) . كذلك لما قص هرقل رؤياه على بطارقته و ما قرأ في النجوم أشاروا عليه بقتل اليهود دفعا لقضاء الله و قدره . فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان ، يخبر بخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم . و ملك غسان هو صاحب بصرى الذي تقدم لنا ذكره ، و يظهر أن الذي أرسله ملك غسان هو عدي بن حاتم قبل أن يسلم ، جاء قائلا لهرقل حسب بعض الروايات خرج من بين أظهرنا رجل يزعم أنه نبي فقد اتبعه ناس و خالفه ناس فكانت بينهم ملاحم في مواطن ، فتركتهم على ذلك . فلما استخبره هرقل قال " اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا و في رواية فجردوه فاذا هو مختتن ، فقال هذا و الله الذي رأيته . أعطه ثوبه . فنظروا اليه فحدثوه أنه مختتن و سأله عن العرب فقال هم يختتنون ، فقال هرقل "هذا ملك هذه الأمة ظهر . ثم كتب هرقل لصاحب له برومية ، و كان نظيره في العلم ، و سار هرقل الى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه و سلم و أنه نبي . رومية مدينة معروفة للروم حمص كانت عاصمة هرقل ما ان وصل اليها هرقل حتى ورد عليه جواب صاحبه و يقال كان اسمه ضغاطر، قيل انه قال له فيه "هذا الذي كنا ننتظر و بشرنا به عيسى .أما أنا فمصدقه و متبعه "وكان ضغاطر أسقفا ، يظهر أنه قال لدحية الذي جاء بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى هرقل "خذ هذا الكتاب و اذهب الى صاحبك فأقرأ عليه السلام و أخبره أني أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و أني قد آمنت به و صدقته و أنهم قد أنكروا علي ذلك " . و أظهر اسلامه و ألقى ثيابه التي كانت عليه و لبس ثيابا بيضا و خرج على الروم فدعاهم الى الاسلام و شهد شهادة الحق ، فقاموا اليه و ضربوه حتى قتلوه . فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم اطلع فقال " يا معشر الروم هل لكم في الفلاح و الرشد و أن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ استدعاهم للاجتماع به الى قصر حوله بيوت ، و كان هرقل قد تحصن بالقصر و أدخل الروم في البيوت و أغلق كل الأبواب خوفا أن يفعلوا به ما فعلوا بضغاطر ، ثم طرح عليهم المسألة مما عرفه من الأخبار السابقة أن ملك الروم سينقرض اذا لم يدخلوا في الاسلام . فعن سلمان الفارسي قال " ضربت في ناحية من الخندق ، فغلظت علي صخرة ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم قريب مني ، فلما رآني أضرب و رآى شدة المكان علي ، نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة ، ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت به تحته برقة أخرى ، قال ثم ضرب به الثالثة فلمعت به برقة أخرى . قال فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول و أنت تضرب؟ قال أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟ قال قلت نعم . قال أما الأولى فان الله فتح علي باب اليمن ، و أما الثانية فان الله فتح علي باب الشام ، و أما الثالثة فان الله فنح علي باب المشرق . فقال عندها المنافقون " نحن نخندق على أنفسنا و هو يعدنا قصور فارس و الروم "... كان ذلك في السنة الخامسة للهجرة . فحاصوا حيصة حمر الوحش الى الأبواب فوجدوها قد غلقت . شبههم ابن الناطور بحمر الوحش في نفرتهم لمناسبة الجهل و عدم الفطنة . فلما رأى هرقل نفرتهم و أيس من الايمان قال "ردوهم علي" . أي أيس من دخول قومه في الاسلام في حين أنه كان يجب أن يراهم يسلمون فيسلم بإسلامهم شحا بملكه و الا فانه كان بإمكانه أن يفر منهم و يلحق برسول الله صلى الله عليه و سلم رغبة فيما عند الله . و قال اني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت . و هي كلمة غامضة يفهمها كل على شاكلته ككلمة ديقول أيها الفرنسيون قد فهمتكم" فيفهمها هرقل اني قد رأيت كراهيتكم الدخول في الاسلام فأنا معكم و ان كنت غير مقتنع خوفا على ملكي من الذهاب . و يفهمها الروم أنه يقصد " قد رأيت منكم الذي أحب . فسجدوا له و رضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل بهذه القصة المتعلقة ببلوغ دعوة الاسلام له لأنه لم ينقض ملكه يومها و لا مات . بل وقعت له أحداث أخرى بعد ذلك ، فقد جهز الجيوش الى تبوك ، و كاتبه النبي صلى الله عليه و سلم ثانية فأرسل الى النبي صلى الله عليه و سلم يذهب فقسمه على أصحابه . ثم ان هرقل لما أراد الخروج من حمص الى القسطنطينية عرض على الروم أمورا = اما الاسلام و اما الجزية و اما أن يصالح النبي صلى الله عليه و سلم و يبقى لهم ما دون الدرب فأبوا . فانطلق حتى اذا أشرف على الدرب استقبل أرض الشام ثم قال السلام عليك أرض سورية تسليم مودع . ثم ركض حتى دخل القسطنطينية، واختلفت الأخبار هل هو الذي حاربه المسلمون في زمن أبي بكر و عمر أو ابنه و الأظهر أنه هو . و حيث كان أمر هرقل مستبهما عند الناس ، اذ يحتمل عدم تصريحه بالإيمان خوفا على نفسه من القتل ، و يحتمل أنه استمر على الشك حتى مات كافرا ، ختم به البخاري كتاب بدء الوحي الذي افتتحه بحديث انما الأعمال بالنية فكأنما يقول ان صدقت نية هرقل انتفع بها و الا فقد خاب و خسر .
هل تريد معرفة الوظائف التي تناسب شخصيتك؟
اختبار تحليل الشخصية مجاني فقط قم بالاجابه عن الاسئلة وستحصل مباشره على النتيجه
ابدأاختبار تحليل الشخصية
أسئلة ذات صلة
5,372 مشاهدة
2,586 مشاهدة
2,586 مشاهدة
2,586 مشاهدة
2,586 مشاهدة